EGP400.00

يمثل هذا الكتاب عرضا تاريخيا للتنميطات، والأحكام المسبقة، والتصورات المغلوطة، التي سادت في الغرب حول الشرق. وقد جاءت تلك مبثوثة عبر الكتب، والأساطير الشعبية، والسياسات الاستعمارية، والمواجهات الجنسية… إلخ. وعلى الرغم من وثاقة الصلة بين موضوع الكتاب وبين الدراسات الكولونيالية وما بعد الكولونيالية، فإن الكاتب لا يستعير أيا من أجهزتها التحليلية والمفاهيمية. فنحن لا نقع، مثلا، على مفاهيم مثل السرود الكبرى Grand Narratives أو النصوص المعيارية Canon  التي تحيل إلى مجموعة من الكتب والنصوص ((العليا))، التي غذت الجموع بمقولات استحالت إلى ما يمكن أن نطلق عليه، بتعبير ((كانت)): المعرفة القبلية التي تنهض بوصفها شرط إمكان لمعرفة الشرقة. وبإقصاء المؤرخ البريطاني؛ ديريك هوبود، لمثل هذه المفاهيم فإن مؤلفه يشخص كتابا إخباريا يستقصي مادته وموضوعه بحرفية توثيقية تضع صاحبه في مصاف كبار المؤرخين. وإن اعترى هذه الحرفية بعض الهنات، ويتبدى هذا واضحا لدى سوقه بعض الأحاديث النبوية الشريفة بوصفها أقوالا مأثورة أو أمثالا شعبية، ولدى تعرضه بالحديث لختان النساء الذي يصفه، بداءة، أنه ليس ضرورة شرعية ثم لا يلبث أن ينسب لشيخ الازهر فتوى توجب ختان النساء وتجعله في أهمية الصلاة. وعلى الرغم من أننا لا ننتظر من المراقب الغربي أن ينظر إلى الثقافة العربية والإسلامية بموضوعية إنسان يوم القيامة كما يدعوه المفكر الفرنسي؛ ميشيل فوكو. إلا أن ما أورده المؤلف من نقولات – لا ترتكن إلى أسانيد ومصادر موثوقة – ينتظم خطابيا، وهنا مكمن الخطورة، مع الأساطير والتنميطات الغربية، التي قصد الكاتب تسليط الضوء عليها وفضح زيفها.